مشكلة مَعْيَرة الهمزة بين التحقيق والتسهيل في بواكير البحث اللغوي محاولة للفهم بمنظور لساني تاريخي

الملخص

يتناول هذا البحث مشكلة مَعيَرة الهمزة بين التحقيق والتسهيل في بواكير البحث اللغوي، فيبدأ بالكشف عن صِلة مشكلة معيَرة الهمزة بالحالة التاريخية المفترضة للعربية في تلك البواكير، وصلة تلك القضية بفرضية العربية الأدبية المشتركة، وبيان الشروط التاريخية والحضارية لنشوء اللغة المعيارية في تصورات اللسانيات الاجتماعية، ثم يعرض ما أثارته الهمزة بين علماء العربية وعلماء القراءات القرآنية من جدل واختلاف ومناظرة ونقاش وتخطئة وتأليف، وما أُخذ على اللغويين والقرّاء والأعراب الفصحاء فيها، ثم يكشف عن طبيعة مشكلة الهمزة وصلتها بالحالة التاريخية المبكرة للعربية، وأن ذلك يعود إلى أن المعيار اللغوي لم يتشكّل في لحظة واحدة، وأن قضية الهمزة كان لها وضعها الخاص في ذلك المعيار بسبب اختلاف اللهجات العربية فيها، وبعد ذلك يناقش تصوّرا آخر لمشكلة الهمزة يرتبط بالتسليم بفرضية العربية الأدبية المشتركة، وهو تصوّر يعيد مشكلة الهمزة إلى أخطاء العامة عند محاكاتهم الفصحى في مواقف الجدّ، ويبين المشكلات على هذا الرأي، ثمّ يوضح المنهجية التي اتبعها علماء العربية في نسبة الكلمة إلى التحقيق أو التسهيل، والقضايا المختلفة التي ترتّبت على تلك المنهجية، وفي الأخير يذكر الأسباب التي جعلت العربية المعيارية تختار تحقيق الهمزة على تسهيلها، ويعود ذلك إلى موجّهين: الوضع العام للهمزة بين التحقيق والتسهيل في كلام العرب، ووقوف مبدأ أمن اللبس في صف تحقيق الهمزة.