التراث المعماري بمدينة صنعاء القديمة بين إشكالية التلوث البصري وضرورة التثمين.
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
تهدف الدراسة إلى تشخيص مظاهر التلوث البصري للتراث المعماري بمدينة صنعاء القديمة وتحليلها، ووضع استراتيجية كفيلة بمعالجتها وتثمينها في إطار خدمة التنمية المحلية بالمدينة. فالتلوث البصري يُعد من الموضوعات الجديدة التي باتت تفرض نفسها على الواقع التراثي للمدينة، والذي ظهر بعد التطورات الحديثة التي سهلت طرق الحياة وأثرت بصورة كبيرة على حياة الناس وعلى أسلوب معيشتهم، نتيجة طغيان المنفعة المادية ورغبة الإنسان في عيش أفضل الأمر الذي أدخل مؤثرات دخيلة على المدينة القديمة، أسهمت في تلوث تراثها المعماري وأخلت بقيمته التاريخية.
هذا الوضع المتأزم أصبح يعكس الموروث المعماري بمدينة صنعاء القديمة، التي ذاع صيتها منذ فجر التاريخ أثناء حكم الدول المتعاقبة في اليمن، إذ تحمل بين حارتها وشوارعها الضيقة والمتعرجة بصمات من سكنوها، وبفعل تغلغل لمسات تطورات العصر بدأت حلتها المشرقة تتلاشى بسبب الإهمال ورغبة سكانها في تغيير نمط مساكنهم وتغاضي السلطات الحكومية، الأمر الذي جعل جل التراث العمراني بالمدينة يعج بمختلف مظاهر التلوث البصري، لذلك فالدراسة تناولت تشخيص مظاهر التلوث البصري للتراث المعماري بالمدينة، ومعرفة أسبابه والعوامل التي أدت إلى مدى انتشاره في الحارات السكنية، فضلاً عن توضيح أضراره ومدى خطورته في ضياع القيمة الجمالية للمدينة، وظهورها بمظهر غير حضاري لا يتناسب مع قيمتها التراثية التاريخية، لذلك وجب معالجته وتثمينه في إطار دمجه في الدفع بعجلة التنمية المحلية بالمدينة.
لذلك ارتكزت الدراسة في منهجيتها بشكل أساسي علـى المـنهج التاريخي والوصـفي التحليلي والكمي بالاعتمـاد علـى جمـع المعلومـات المتـوفرة عـن مدينة صنعاء القديمة، بالإضـافة إلى المسـح الميـداني الشـامل، حيث قمنا بحصر التراث المعماري وأنواعه، كما وظفنا المعاينة والمقـابلات الشخصـية مـع السكان في فهم واقع التلوث البصري الذي أصاب مبانيها وتوطينه على الخريطة، وأخذ الصور المعبرة، ومن هذا المنطلق فقد خرجت الدراسة بمجموعة من النتائج والمدرجة في متن الدراسة أهمها أن النسيج المعماري التاريخي والمدرج ضمن القطاع المحفوظ بمدينة صنعاء القديمة، يعيش في القرن الواحد والعشرين حالة من الفوضى والتدهور المفرط نتج عنه تلوث بصري بالغ الحدة، وضياع كلي لقيم النسيج المعماري التراثي التي اكتسبها من كونه بصمة من بصمات الأجداد، وهو ما جعلة في نهاية المطاف كتلة معمارية متنافرة ومشوهة خالية من ماضيها الأصيل، مما ينعكس في نهاية الأمر بالسلب على مسار التنمية. وبناءً على النتائج فقد أوصت الدراسة بمجموعة من التوصيات تصب في معالجة التلوث البصري الذي طغى على التراث المعماري بالمدينة ودمجه في دفع عجلة التنمية المحلية.
التنزيلات
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.