التّابع بين حجاجيّة الأرشيف وصراع الهُويّات: قراءة تاريخانيّة في بائية بشّار بن برد
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يستكشف هذا البحث البنية النّصيّة لبائية بشّار بن برد ضمن إطار تحليليّ يستند إلى التّاريخانيّة الجديدة، بوصفها مقاربة تستطيع أن تكشف عن أبعاد الصّراع الهُويّاتي بين المركز والتّابع، وتُعيد مساءلة السّلطة الثّقافيّة من خلال قراءة الأرشيف بوصفه مجالًا حيويًّا للصّراع والتّفاوض لا معطى ثابتًا.
ينطلق البحث من فرضيّة مفادها أنّ الأرشيف سجلّ للأحداث وفضاء سلطويّ، تحدِّد فيه القوى المهيمنة ما يُحفظ وما يُقصى. ويتكئ البحث على أطروحات جاك دريدا (Jacques Derrida) وستيفن غرينبلات (Stephen Greenblatt) وغاياتري سبيفاك (Gayatri Spivak)؛ لإظهار كيف يحوّل بشّار أرشيفه الفارسيّ إلى أداة لمقاومة التهميش، واستعادة صوت الذّات الفارسيّة في وجه السّلطة العبّاسيّة.
ويتوزع التّحليل على ثلاث مداريّات نصيّة:
- الماضي التليد وسطوة الذاكرة (الأبيات 1–9): وفيها يستدعي الشّاعر رموز الأرشيف الفارسيّ (كسرى وساسان)؛ ليجسّد تفوّقه الحضاريّ مقابل تأطير العرب في صورة التّخلّف والبداوة.
- حجاجيّة الأرشيف وإنشائيّة النفي (الأبيات 10–18): يوظّف فيها بشّار بلاغة النفي والتكرار لتقويض الرّموز الثّقافيّة للعرب، مؤسّسًا خطابًا مضادًا يكرّس تفوّق الذّات الشّعوبيّة.
- الذّات العاملة ومخاتلات المديح (الأبيات 19–32): يظهر فيها المديح كاستراتيجيّة مخاتلة، يتوسّل بها الشّاعر ظاهريًّا لإرضاء السّلطة، لكنّه في العمق من ذلك يجعل الذّات الفارسيّة صانعةً للحدث التّاريخيّ.
يخلص البحث إلى أنّ بشّار بن برد يمارس في هذه القصيدة فعلًا مقاومًا يخلخل السّرديّات الرّسميّة، ويعيد إنتاج أرشيف حضاريّ مسكوتٍ عنه في الخطاب السّلطويّ، فيتحوّل النّصّ من هجاءٍ إلى بيان أيديولوجيّ يوزّع الأدوار الثّقافيّة من جديد، ويمنح التّابع سلطة التّفكيك، وإعادة البناء.
التنزيلات
تفاصيل المقالة

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.