ترجمة الفكاهة: دراسة نقدية لثلاث ترجمات عربية لرواية مغامرات هاكلبيري فين للكاتب مارك توين
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
تهدف هذه الدراسة إلى تقييم ترجمة التعابير الفكاهية من الإنجليزية إلى العربية في مغامرات هاكلبيري فن للكاتب مارك توين، واقتراح حلول واستراتيجيات فعالة لمعالجة الصعوبات الناشئة عنها. لتحقيق هذا الهدف، تناولت الدراسة ثلاث نسخ عربية للرواية: ترجمة نسيم الصادرة في عام 1958، وترجمة نصر الصادرة في عام 2015، وترجمة الشبيني الصادرة في عام 2018. اتبعت الدراسة منهجية متعددة التخصصات تجمع بين التحليل الوصفي والنقدي والمقارن للنص الأصلي ونصوص الترجمة، مع التركيز على تقييم جودة الترجمات العربية من منظور الدقة، التناغم، الجزالة، والتأثير الفكاهي. تتمثل أهم استنتاجات الدراسة في نجاح المترجمين إلى حد ما في تحقيق أهداف الترجمة، ونقل مقاصد كاتب النص الأصلي مع الاختلاف في التأثير والجزالة. وقد تبين أن نسيم في مواضع كثيرة تخلى عن دقة الترجمة لغرض توعية القراء المستهدفين وتكييف النص المصدر مع القيم والمعايير الثقافية والاجتماعية في مصر خلال الفترة التي صدرت فيها الترجمة. من جانب آخر، تخلى نصر والشبيني عن قبول وتناغم النص المترجم مع قواعد اللغة والثقافة المستهدفة لصالح دقة الترجمة. وقد اتضح من خلال تحليل النص الأصلي وترجماته أن المترجمين اتبعوا طرق الحذف والترجمة التفسيرية والحرفية في كثير من المواضع والذي بدوره أدى إلى اختلال دقة النصوص المترجمة، وفقدانها للجزالة والتأثير البراغماتي والقيمة الجمالية الفنية وانعكس سلبًا على نقل روح الفكاهة والتلاعب بالألفاظ التي يتميز بها النص الأصلي. لمعالجة هذه الإشكالات، أوصت الدراسة بإعادة مراجعة وتحرير هذه الترجمات لتحقيق مبدئي الدقة والقبول في الترجمة، مع ضرورة استخدام استراتيجيات توطين النصوص والترجمة الإبداعية في المراجعة والتحرير أو في أي ترجمات مستقبلية، لما لتلك الطرق من فعالية في ترجمة الفكاهة وخلق توازن بين مقاصد النص الأصلي وقبول وتناغم الترجمة مع الثقافة المستهدفة.
التنزيلات
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.