الاتفاقات عند الإمامين أبي الفتح الديلمي وأبي الحسن الماوردي في أسباب النزول من خلال كتابيهما "البرهان في تفسير القرآن" و "النكت والعيون "سورة "البقرة" أنموذجاً.
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يهدف هذا البحث إلى التعريف بالإمام الديلمي (ت:444ه)، والماوردي (ت:450ه) وبيان أهمية كتابيهما، وقد اتبعت الباحثة في ذلك المنهج الاستقرائي التاريخي عند التعريف بالإمامين، كما تناول البحث بيان الاتفاقات عند الإمامين في أسباب النزول في سورة البقرة من خلال تفسيريهما، وقد اتبعت الباحثة في ذلك المنهج الوصفي المقارن في بيان أسباب النزول، وأسلوبهما في ذكره، وقد قسّمت الباحثة هذا البحث إلى مقدمة ومبحثين وخاتمة، اشتمل المبحث الأول: على التعريف بالإمامين أبي الفتح الديلمي والماوردي، وكتابيهما، والمبحث الثاني: الاتفاقات عند الإمامين في عرض أسباب النزول. وكان من أبرز النتائج التي توصلت إليها الباحثة: أن الإمام الديلمي والماوردي يتفقان في أكثر المواضع عند ذكرهما لأسباب النزول، وإن كان هناك اختلاف في الأسلوب بينهما، فالإمام الديلمي يذكر الآية ويبيّن سببها، وكان في ذكره لأسباب النزول لا يسلك طريقة واحدة، فهو يذكر السبب أحياناً بعد الآية مباشرة، وأحياناً يؤخر ذكره بعد ذكر الأقوال والمعاني، وكان في ذكره للأسباب إما أن يذكر الشخص الذي نزلت فيه هذه الآية، أو يذكر الحادثة والواقعة، وعند ذكره للروايات في أسباب النزول لم يبيّن صحيحها من ضعيفها، وأما الإمام الماوردي فإنه يذكر الآية ويبيّن سبب نزولها، وإن تعددت فإنه يذكر اختلاف العلماء في بعضها، كما أن هناك اختلافًا وتنوعًا في أسلوبه وصيغه عند ذكره لسبب النزول، فكان أحياناً يقول: "سبب نزول هذه الآية كذا وكذا"، وأحياناً يذكر سبب النزول أولاً، كما أنه لم يهتم عند نقله لأسباب النزول بالإسناد إلا في النادر، ولم يبيّن صحيحها من ضعيفها. وقد أوصت الباحثة بتحفيز طلبة علم كتاب الله إلى دراسة هذين التفسيرين بالمقارنة والموازنة بينهما؛ وذلك للفوائد العظيمة؛ والكنوز الفريدة؛ والوقوف على جهود هذين العالمين الجليلين؛ الذين قاما بخدمة كتاب الله فهما نموذجين من نماذج المفسرين، المتقاربين بالزمان، المختلفين في المذهب؛ فهذا المشروع يفتح مجالًا كبيرًا لخدمة القرآن الكريم.
التنزيلات
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.