قبة ضريح الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم الملحقة بمسجده الجامع في مدينة صعدة، دراسة أثرية معمارية مقارنة

الملخص

هذا البحث دراسةً أثرية تحليلية مقارنة لتخطيط وعمارة أقدم قبة ضريحية أقيمت في اليمن والتي ألحقت بجامع الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم، وهو أول جامع أقيم في مدينة صعدة - المدينة التي اختطها الإمام الهادي صاحب القبة الضريحية موضوع الدراسة.

أمكن للباحث، من خلال المصادر التاريخية، تتبع تخطيط وعمارة هذه القبة التي أقيمت على قبر الإمام الهادي إلى الحق بعد وفاته سنة 298هـ (911م). وكان شائعًا أن أقدم قبة أقيمت في اليمن ضمن منشأة دينية هي القبة الملحقة بمسجد فروة بن مسيك في صنعاء، وأن أول من أقام قبة ضريحية على قبر الإمام الهادي هو الإمام المهدي علي بن محمد بين عامي (750 - 773هـ) الموافق (1349 - 1371م).

وقد تأكد للباحث، وفقاً لهذه الدراسة، أن أول من أقام قبة ضريحية على قبر الإمام الهادي إلى الحق هو ابنه الإمام الناصر لدين الله أحمد ابن الهادي عندما وسع جامع أبيه من جهة الشرق بين عامي (299 - 325ه)، لتظل هذه القبة قائمة حتى هدمها القاضي مطهر بن تريك، المتوفى سنة 748هـ الموافق (1347م)، وأقام مكانها قبة جديدة.

ولأن القبة الثانية اقيمت فقط على قبر الإمام الهادي إلى الحق وابنه الإمام المرتضى محمد، فقد هدمت وعمرت من جديد بأمر من الإمام المهدي علي بن محمد قبل عام 773ه الموافق (1371م)، وألحق بها ثلاث قباب ضريحية على قبور كلٍ من الإمام الناصر أحمد بن الهادي، من جهة الغرب، والإمام المختار ابن الإمام الناصر ابن الهادي إلى الحق، من جهة الشرق، والشهداء الطبريين من جهة الجنوب.

وظلت هذه القباب قائمة دون تعيير حتى جدد عمارة قبر ضريح الامام الناصر الأمير أحمد بن القاسم سنة 1030 (1621م). ثم أعيد بناء قبة الإمام الهادي والقباب الملحقة من جديد على يد علي بن أحمد بن القاسم بعد اختلال عمارتها، وذلك سنة 1108ه (1696م).