خطاب تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن وأثره في تماسك النص دلاليًا

الملخص

التماسك الدلالي هو المعيار الثاني من معايير النصية عند (روبرت دي بوجراند)، ويهتم بالمضمون في النص، وطرق الترابط الدلالية بين أفكار النص من جهة، وبينها وبين معرفة العالم من جهة أخرى، ويهتم بدراسة العلاقات المتسقة بين القضايا التي تعبر عنها الجمل المركبة ومتوالية الجمل كما يهتم بالبنيات السيمانطيقية ذات الطبيعة الشاملة الكبرى، وهي لا تتميز بخصائص مباشرة نحو وجود علاقات بين القضايا المفردة، بل تتميز بالنظر لهيئات القضايا ومتواليات الجمل المركبة، ومتواليات قضايا الخطاب^([1])، ولأن موضوع الخطاب يؤدي وظيفتين أساسيتين: الأولى: بوصفه مرتكزًا لدمج الأفكار التي ينقلها، ويساهم في تنظيمها، والثانية: بوصفه مؤشرًا يشير إلى معرفة العالم المتصلة بالموضوع عند القارئ، أو السامع، وكذلك السياق؛ لأنه يكشف لنا المعنى المراد من المشترك اللفظي، ومدلول الكلمة القرآنية، وتحديد نوع المخاطب.

اعتمد البحث على إشكالية رئيسة، وهي: ما دور خطاب تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن في تماسك النص دلاليًا؟

واعتمد البحث على منهج وصفي تحليلي قام على رصد الوقائع النصية، ومقاربة روابطها اللسانية بالاستناد الدلالية، وبهذا توصل البحث إلى مجموعة من النتائج أهمها:

- يؤكد البحث اهتمام (الشنقيطي) بالمستوى الدلالي من حيث: التركيز على موضوع الخطاب وأهميته.

- كشف البحث عناية (الشنقيطي) بإظهار وجوه التماسك في الموضوع الواحد والسياقات المتعددة، وتحديد نوع الخطاب، والكفيل في بيان مدلول الكلمة القرآنية، ومناسبتها، وسر اختيارها حتى تناسب السياق.

والغاية القصوى والهدف السامي الذي توصل إليه البحث هو مدى مرونة النصوص العربية التراثية في كيفية تحليلها، وقابليتها لاستحكام مختلف الآليات والإجراءات التي انتجتها مختلف الدراسات الحديثة، منها: نحو النص الذي يملك آليات ناجحة في كيفية تعامله مع النصوص التراثية.

1)) انظر: النص والسياق ص140.