"دورُ المُنَظَّمَةِ الصُّهيونيةِ في المُؤامَرات الاستِعمارية الَتي استَهدَفَت فِلَسطين خلال الفترة (1914-1922م"(

الملخص

تأتي إشكالية هَذِهِ الدراسَة كونها تُعالِجُ عَلاقَةَ المُنَظّمَة الصُّهيونية بِالمُؤامَرات الاستِعمارِيَة الَتي استَهدَفَت فِلَسطينَ وَبِلادَ الشام بين أعوام 1914-1922م، مِن خِلال تَتَبُّعِ التّنافُسِ الاستِعماري عَلى هَذِهِ المَنطِقَة، وفهم طبيعة الدَّور البرِيطاني.

تُقَدِّمُ هذهِ الدِراسة إجابة عن الأسئلة الآتية: ما العَلاقَة الَتي تربط بين الصُّهيونية وَالنُّخبَة الحاكِمَة في بِرِيطانيا، وما أثَرُ العلاقة الصهيونية البريطانية عَلى تَتابُع الاتفاقيات الاستِعمارِيَة الَتي استَهدَفَت فلسطين في حينه، وتهدف هذه الدراسة إلى الإجابة عن السؤال الرئيسي: كَيفَ استطاعَت الدبلوماسية الصُّهيونِية نَسج عَلاقَتها مع الدول الاستعمارية، ومع القيادات العربية في سبيل تحقيق أهدافها؟

تَنبَثِقُ أَهَمية هذِهِ الدراسة كونها تَمنَحُنا رؤية كامِلَة عَن طَبيعة العَقل السياسي والعملي الصهيوني مُنذُ بدء ممارسته العمل الدُّبلوماسي، وفي سبيل تحقيق أهدافها اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي للأحداث والظواهِر التاريخية، وَتَمَّ تَقسيم الدراسة إلى ثلاثة مباحث، وهي على النحو الآتي، المبحث الأول: البيئات التي مَهَّدَت الطَريق أَمام عَلاقَة بِريطانيا بِالعَرَب وَالصَّهاينة، والمَبحَث الثاني: نَجاح الدُّبلوماسية البِرِيطانية، والمبحَث الثالِث: غَدْرُ الحُلَفاء بِالعَرَب أَمْ تَفاهُمات جَرى الاتِّفاق حَولَها.

توصّلتِ الدراسة إلى عدة نتائج وتوصيات، وأبرزها: ضرورة الوُقوف في وَجه المَشروع الصهيوني ومَنَعِهِ مِن التّقَدُّم المُستَمر بِشَرط التَّحَرُّرِ مِن مَنهَج العَمَل وَالتَفكير والإدارة الَذي ما زالَ سائِدًا لَدَى الكَثير مِنَ النُّخَب السياسِيَة الفِلسطينِية وَالعَرَبِية.

حَدَثَت عِدَّةُ لِقاءات وَمُراسلات بَينَ مُمَثلي بِريطانيا الصُّهيونية وَأبناء الشريف حُسَين، وَنَتَجَ عَنها اتفاقيات مُتبادَلَة، رَغم تَعارُض المَصالِح بَينَ هَذِهِ الأَطرافَ الثلاثة، وَرغم تَعارُضها مَع مَصالِح النُّفوذ الفَرَنسي، إلا أن بريطانيا قد استَطاعَت أَن تُبرِم اتفاقيات سِريَّةً وَعَلَنيَّةً مَع كُلِّ طَرَفٍ عَلى حِدة، واستَطاعت تَعزيز تَحالُفاتِها خِلال الحَرب العالَمية الأُولى