مرويات وفد قبيلة حمير على النّبيّ ﷴ ﷺ جمعاً ودراسة

الملخص

هدفت الدراسة إلى جمع المرويات المتعلقة بقدوم وفد قبيلة حمير اليمنية إلى النبي ﷴ ﷺ ، وقد تتبعت المادة العلمية المختصة بهذا الموضوع، وقمت بجمعها من مختلف مصادر السنة، كما رجعت لكثير من كتب السِّيرة، وكثير من كتب المغازي والتاريخ، والتراجم، لم أتقيد بكتب معينة، حرصاً مني على استيعاب مرويات هذا الوفد، في الفترة الَّتي حددتها موضوعاً لدراستي، ثمَّ أتبعت ذلك بدراسة أسانيدها دراسة فاحصة، لبيان الصحيح من غيره، معتمداً في ذلك على أسلوب المحدِّثين في نقدهم للروايات، وقد اقتضت طبيعة الدراسة، بأن تكون من تمهيد، وثلاثة مباحث، أما التمهيد فقد تناولت فيه مفهوم الوفد من حيث تعريفه في اللغة وفي الاصطلاح، وفي المبحث الأول تناولت المرويات المتعلقة بقدوم وافد ملوك حمير، من حيث جمعها وترتيبها ودراسة أسانيدها، بينما في المبحث الثاني تناولت جواب رسول الله ﷴ ﷺ على كتاب ملوك حمير، وكيف احتفــــــــــى رسـول الله ﷴ ﷺ بالإقبال الحميري علــــــى الإســـــلام، فكتب إلى زعماء حمير الذين كاتبوه، أشاد بإسلامهم، وأقرَّهم على بلادهم، وحدَّد ما عليهم من واجبات، وما لهم من حقوق، وبيَّن لهم امراءهم المكلفين بإدارة أمورهم، وأشاد بفضلهم عنده، وبعث إليهم رجالاً من أصحابه وجعل أميرهم معاذ بن جبل ، أمَّا المبحث الثالث فركز على أهم الدروس والعبر المستفادة من وفد قبيلة حمير، أمَّا نتائج الدراسة فقد تعرفنا على منهج النبي ﷴ ﷺ في تعامله مع الوفود التي قدمت عليه، وذلك من خلال تأكيد ممارسة النبي ﷴ ﷺ بأمثلة نموذجية عملية، والتي هي أفضل مما وصلت اليه ممارسات القادة اليوم، يشهد بذلك سلوكه المتميز وخصائصه القيادية العظيمة، كما يتضح ذلك جلياً في تعامله ﷴ ﷺ مع الوفود، إذ أنزل كل وفد منزلته، وكذلك طريقة الدعوة الموجهة إلى ملوك حمير، حيث إنّ رسول الله ﷴ ﷺ ، أرسل إليهم أكثر من رسول، كان أوَّلهم المهاجر بن أبي أميَّة  وكان ذلك في السنة السابعة للهجرة، ولمَّا لم يسلم أحد من ملوك حمير في هذا الوقت، عاود رسول الله ﷴ ﷺ الكرة في السنة التاسعة، والذي تنص عليه الروايات، أنّ مالك بن مرارة الرهاوي ، هو الذي جاء بالبشرى بإسلام ملوك حمير، والتقى برسول الله ﷴ ﷺ في المدينة المنورة، في شهر رمضان، من السَّنه التاسعة، وكان ذلك منقلب رسول الله ﷴ ﷺ من تبوك، وفي ضوء النتائج قدمت الدراسة مجموعة من التوصيات والمقترحات.