الجذر (ف ر ع) في النقوش اليمنية القديمة ودلالاته الاجتماعية والدينية دراسة مقارنة باللغات السامية

الملخص

تناولت الدراسة الجذر (ف ر ع) في النقوش اليمنية القديمة، وركزت على تحليل ودراسة دلالاته اللغوية والاجتماعية والدينية، وأظهرت أنهُ كان -وما زال- من الألفاظ الحية في التراث اللغوي اليمني؛ لأنه خْضَع لاستخدام المتكلمين ولظروف الزمان والمكان، فتطور وتَبَدَّل في بنيته الصرفية (فَرَعَ، تَفْرَعَ، يَفَّرَعْ، هفرع، تفَّرَعْ، فَرْعْ، فَارِعْ، الفَارّع، مُفَارّع، مَفارّع، مَفَارّعَت)، واكتسى ظلالًا دلالية، أبعدته عن استعماله الأصلي بُعدًا ضيقًا أو واسعًا. كما أظهرت الدراسة أن اليمنيين القدماء اصطلحوا على تسمية بواكير الأشياء وبداياتها بفرع، وهي دلالة حسية اشتقوا منها بقية الدلالات المعنوية لمعظم الألفاظ المشتقة من ذات الجذر، كدلالة العلو والارتفاع في نقوش البناء التي عبر عنها المصطلح المعماري (ت ف ر ع)، وجاءت منها دلالة اسم المعبود اليمني القديم (ف ر ع ن) الدينية المنتهي بحرف النون الزائدة في آخره للدلالة على التعريف، أي "الفارع أو الأعلى"، ودلالة الزعامة المشروطة بمسؤولية الإصلاح بين أفراد المجتمع وحلحلة مشكلاتهم التي عبر عنها المصطلح الاجتماعي (ف ر ع ن)، وهي دلالة تختلف عن دلالة الكبر والتجبر والاستعلاء التي وصف بها الفرعون المشتق من الجذر نفسه في الكتب السماوية وفي معاجم اللغة العربية.